السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مهما اشتد الابتلاء عليك فأعلم انما الفرج قريب ,,
وأعلم ان الابتلاء مهما عظم فإنه اختبار
و مع أنه اختبار من الله الا ان الله رحيم بعباده بصير بأحوالهم
و لا يريد الله لك الا الخير
و اعلم انه مع شدة الابتلاء الا انه فيه رفق فالله لطيف بعباده
فالله لا يكلف نفسا الا وسعها
فاعلم ان الابتلاء هذا على قدرك و ليس اقوى منك
والله يعلم متى يرفع عنك الابتلاء في الوقت المناسب حيث لا يغلبك
ولكن الله يختبر صدق نيتك و صدق ايمانك
فاصبر قليلا وسترى الخير كله في الفرج
ولن يغلب عسر يسرين )
- ان مع العسر يسرا ,, ان مع العسر يسرا -

واسمحوا لي ان اروي لكم تلك القصة التي سمعتها في إحدى الخطب عن رجل من بني اسرائيل و التي تحمل من العبر و المعاني الكثير الكثير

كان هناك رجل من بني اسرائيل اشتهر بالسرقة و كان كل الناس تهاب سطوته وانه اذا وضع احد في باله سرقه لا محالة
ففي يوم من الايام اراد الله لذلك الرجل التوبة
فقرر ان يترك امواله كلها و فرقها كلها و ترك بيته و ترك كل ما جمعه من سرقه و عاااد فقيرا ليس معه اي شيء فأراد ان يستلف بعض المال ليبدأ مشروع او تجارة حلال ثم يرجع المال لصاحبه فكلما طرق بابا اغلق في وجه لأن الناس حتى مع رؤيتهم تخليه عن المال الذي سرقه الا انهم يهابوه و لا يأتمنونه
فكلما دق على باب احد لا يعطيه ويقولوا له ليس عندنا مال
و هو بالامس كان اذا اراد ان يسرق اي بيت يسرقه
واليوم هو مصمم على التوبة فاشتد ذلك الابتلاء عليه و عظم ولكن كل ذلك ليرى الله صدق قلبه و توبته وهنا يأتي الفرج حين صبر الرجل كثيرا حين وصل لأخر بيت فدق الباب و هو في نفسه يقول سيفعل مثل ما فعل من قبله و لن يعطيني مالا و لكن اراد الله ان يكون من يطرق بابه انسان عابد مؤمن لله و هذا الرجل عنده مال و لا يستطيع ان يكذب عليه فيقول ليس عندي مال لأنه يخشى الله فأراد ان يحاول يصرفه بشكل لائق
فقال له عندي مال و لكن ائتني بشهيد ,, وهذا التائب لا يأتمنه أحد من اهل القرية و يستحيل ان يجد واحد يشهد له فقال التائب كفي بالله شهيدا فالرجل تعجب وقال صدقت فقال ائتني بكفيل قال كفى بالله كفيلا فال فاتني بوكيل قال كفى بالله وكيلا
حينها علم هذا العابد صدق هذا التائب و ترك له ال 1000 دينار التي اراد ان يستلفها منه حتى لو لم يرجع المال فانه قد اتخذ الله شهيدا وكفيلا و وكيلا و لن استطيع ان لا اعطيه المال
ثم ذهب الرجل الى بلد اخرى و تاجر وفتح الله عليه اموالا كثيرة وبنى بيتا من الحلال
ثم اتى موعد ارجاع المال فجهز نفسه و اخذ المال ثم ذهب على الشاطيء ليركب و يؤدي ما عليه فوجد انه لا يوجد قوارب تريد الذهاب لأن هناك عواصف و الامواج عالية و المجنون فقط من يذهب فيها الان ,, ظل يبحث عن اي قارب يعطيه اي قدر من المال مقابل انه يذهب بالمال في معاده و لأنه قد اتخذ الله له وكيلا و كفيلا و شهيدا يريد ان يري الله صدق نيته حتى فقد الامل ان هناك قاربا سوف يعبر
فاخذ ببعض الالواح وحفر فيها بحيث تأخذ شكل الاناء ثم وضع فيها المال ثم غطاها بلوح اخر ثم رماها في البحر و هو يعلم انه من المستحيل ان تذهب للجانب الاخر و حتى لو وصلت لن تصل لمكان الرجل الذي يذهب اليه وحتى لو وصلت اليه فانه لن يتخيل انه داخل الالواح و انها منه ولكن تركها مع علمه انها لن تصل اليه ولكن ليري الله منه صدق قلبه و نيته و انه حاول بكل الطرق ان يؤدي ما عليه لولا ما حدث من عواصف منعته من ذلك واستودعها الله الذي اتخذه وكيلا و شهيدا و كفيلا
وهو قد قرر انه سيظل على الشاطي حتى غد فياخذ اول قارب ب 1000 دينار اخرى ليرجعها لصاحبها
و سبحان الله فكفى به شهيدا و كفيلا و وكيلا
خرج الرجل من الناحية الاخرى يقول استقبل الرجل فانه سيصل قريبا فقد اتى الموعد
قال استقبله على الشاطيء و استضيفه ,, فلما وقف على الشاطي ووجد انه لا يوجد قوارب تعمل و راى الامواج العالية علم انه لن يستطيع ان يأتي في مثل هذه الظروف
فبينما هو واقف وجد لوح من الخشب قد رسى امامه من الشاطيء
يا سبحان الله ,, و لكنه ايضا لم يعلم انها المال و سبحان الله اراد الله ان يأخذها ليسخدمها كحطب لتدفئة البيت و اهله
وعندما رجع البيت و اخذ يقطعها اذ وجد ال 1000 دينار فيها وعلم انها من الرجل
ثم اذا به الصباح و اذ بالرجل ياخذ اول قارب بال 1000 دينار ليرجعها واذ به يطرق الباب
ويسلم على الرجل و يقول هذه اموالك و قد حدث البارحة كذا و كذا وان هذه اول مركب استطعت ان اتيك فيها
فالرجل الاخر استغرب و هو قد اخذ ال 1000 دينار البارحة فسئله : هل كنت بعثت الي بشي ؟؟
فلما سمع هذا التائب ما قال علم انه سبحانه قد اوصل المال ففرح بذلك في نفسه
لأن هذا يعني ان الله قد تقبل توبته ولكنه لم يرد ان يفضح ما بينه وبين ربه
فقال : هذا اول مركب اتيك فيها
فقال الرجل صاحب المال :: اذهب فقد ادى الله عنك

ياااا الله
الشاهد من القصة
كيف كان البلاء في اول التوبة شديدا و الله بعلمه يعلم متى يشتد و متى يلطف فعند الوقت المناسب و الذي يعلم الله فيه مقدرة كل نفس و تحملها رفع عنه البلاء و رزقه الفرج و تقبل الله توبته ان صدق وصبر
فاصبر حتى لو شعرت انك خلاص لا تستطيع فاعلم ان بعد هذا اللحظة مباشرة الفرج باذن الله

(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))

,,

(( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ))

وهذه القصة في البخاري
http://sunnah.com/bukhari/39/2